على طريقة “التنحي” التي اقتحمت عالم كرة القدم مؤخرًا، وصلت إلى المدربين المصريين أيضًا، فعلى طريقة فيريرا وجاريدو، خرج عبدالعزيز عبدالشافي “زيزو”، مدير قطاع الكرة بالأهلي، ليعلن تنحيه عن إدارة الكرة بالقلعة الحمراء.
ويبدو أن زيزو أرارد أن ينجو بنفسه من الفشل الذي لحق بمارتن يول المدير الفني للأهلي، بعد فشل حصد كأس مصر والخروج من دوري الأبطال الإفريقي.
وجاء نص بيان “زيزو” كالتالي:
أتقدم باعتذاري لجماهير وأعضاء النادي الأهلي عن عدم استطاعتي الاستمرار لخدمة نادينا الكبير، وذلك نظرا لعدم وضوح معالم دوري كمدير لقطاع الكرة مما جعل خبراتي وعلمي لا قيمه لهما وبالتالي فإن استمراري مع نزع صلاحياتي تدريجيا لن يعود بفائدة على الفريق مهما تحملت من ضغوط شخصية.
ويشهد الله أنني لم أبخل بأي جهد أو فكر أو خبرة أو علم خلال فترة عملي، بل تحملت الكثير بصبر جميل ودون شكوى من أجل مصلحة النادي.
وكنت دائما مساندا للجهاز الفني بقيادة مارتن يول احتراما لاسمه الكبير، وأؤكد أنه ليس لدي مشكلة شخصية مع الرجل وأن العلاقة كانت جيدة رغم ما يروجه البعض.
وقد قدمت لإدارة النادي بأمانه صادقة ورؤية واضحة النصح والتوقع للكثير من الأحداث ووضعت الكثير من المقترحات لتطوير قطاع كرة القدم بالنادي ولكن للأسف لم أجد الاستجابة المطلوبة لإنقاذ الموقف بل وصل الأمر من البعض للتشكيك في دوري و تشويه صورتي أمام المجتمع الرياضي حتى وصلنا إلي ما نحن عليه من أزمة كان من الممكن التعامل معها بشكل أفضل كثيرا من الموقف الذي نعيشه الآن.
لذلك كان لزاما علي أن احدد موقفي بان أتقدم بهذا الاعتذار والذي تأخر ثلاثة أشهر مراعاة لحساسية مباريات الدوري والكأس وإفريقيا.
أتقدم بشكري لأعضاء وجماهير نادينا العظيم الذين ساندوني في كل مواقفي وأيضا لكل نجوم الفريق الذين تحملوا الكثير هذا الموسم وكانت استجابتهم سر الفوز والنجاح في الكثير من المواقف الصعبة.
كما أود أن اشكر الجهاز الفني والإداري وأؤكد أن ليس لدي أي مشكلة شخصية مع أي فرد منهم.
تمنياتي لنادينا العظيم بالتوفيق والازدهار وكلي ثقة في أبنائه المخلصين بالعودة به لمكانته الطبيعية كأعظم نادي في الكون.
“بطولات” يرصد خطابات الوداع التي تكررت مؤخرًا في الوسط الرياضي.
– خطاب وداع من “فيريرا” للجماهير يُثير تعاطف الزملكاوية
فضل فيريرا أن يختتم مشوراه مع القلعة البيضاء، بوداع جماهيرها التي ظلت تسانده في دائمًا مُتحدية سطوة وجبروت الرئيس الزملكاوي الذي ظل يفتعل الأزمات في وجه البرتغالي حتى اجبره على ترك الفريق، فارًا من جحيمه الذي لا يعترف بمستواه أو إنجازاته، وجاء خطاب تنحيه كالتالي:
المدرب البرتغالي فضل أن يرمى الكرة في ملعب رئيس النادي، تمامًا مثلما يفعل أي مصري أصيل للخروج من أزمته، كما كسب تعاطف الجماهير معه، خاصة في ظل معرفتهم مسبقَا بما يفعله المستشار القابع بالقلعة البيضاء ضده.
– جاريدو قصة عشق إسبانيا في شوارع القاهرة
تأثر البرتغاليين والإسبان بمصر، لم يقتصر على فيريرا بحسب، الذي اتقن وتعلم فنون جذب الجماهير واكتساب تعاطفهم، بنفس التفكير، فعل الإسباني خوان كارلوس جاريدو، المدير الفني الأسبق للأهلي، وعلى الرغم من عدم قبوله لدى جماهير الأهلي، إلا أنه حاول استعطاف المصريين بكل الطرق، حتى في طريقة وداعه للقلعة الحمراء، فقد اختار رسالة وداع طويلة، عنوانها “اغفروا لي العار”، قائلاً: ” أنا وأسرتي شعرنا بالراحة في مصر، بالفعل إنها دولة عظيمة ويجب على الجميع زيارتها، هناك تشعر أنك فرد من الأسرة بشكل سريع وهو ما يساعدك على فعل كل شيء بسهولة”.
وكعادتهم في استقطاب المصريين نحوهم، صرح جاريدو لأحد الصحف الإسبانية قائلاً: “عشت لحظات رائعة على النيل والأهرامات، حقًا هناك أماكن رائعة في القاهرة وبحب الفول والعدس والبابا غنوج وحمص الشام”، هكذا وصف الإسبانى كيف ذاب عشقًا في حب المحروسة التي ضغت على تصرفاته.
– مانويل جوزيه: أنا مصري أكثر من المصريين
وإن تحدثنا عن العشق والولع بين المصريين وأحد البرتغاليين، فسيأتي في مقدمة الجميع الداهية البرتغالية مانويل جوزيه، صاحب الشعبية الكبرى في مصر وبين جماهير الأهلي، التي جعلته رمزًا من رموز القلعة الحمراء، التي تفتخر بنجاحاته وإنجازاته وعطاءه، بل وتطالب دائمًا بعودته لقيادة الفريق، بعد أن تولى قيادة الأحمر في 3 ولايات، حقق خلالهما أكثر من 20 بطولة مع المارد الأحمر.
جوزيه أكد أنه لن يشعر بأي غربة في مصر، قائلاً: “كنت أشعر دائمًا أنني في بلدي.. أنا مصري أكثر من بعض المصريين”.
جوزيه ضرب مثلاً في الوطنية المصرية عندما تحدث عن ثورة 25 يناير ودعمه للشعب والشباب المصري، مصرحًا لصحيفة “أبولا البرتغالية”، قائلاً: “قلبي يتألم من مشاهد سقوط شباب مصر، يُقتلون لأنهم طلبوا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، هذا أمر دموي لا يليق بشعب لم أرى منه سوى الكرم والحب، أنا مصري أكثر من المصريين، وهنا قضيت أعظم سنوات عمري، وأدعم كل من يطلب الحرية فى سلام”.
جوزيه طالب لاعبي الأهلي في ثورة يناير باحترام دماء من سقطوا في التظاهرات، وضرورة الابتعاد عن دعم المستبدين، في إشارة إلى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، رافضًا ضغط سفارته للرحيل عن مصر، متمسكًا بمساندة فريقه وشعبه الذي احبه في محنته.